جدول المحتويات
جدول المحتويات
في هذه الأيام، يبدو أن ”صحة الأمعاء“ منتشرة في كل مكان - بدءًا من البودكاست الصحي إلى رفوف المتاجر الكبرى. ولكن بالنسبة لنا نحن المهتمين بعالم الأعشاب، فإن دعم الجهاز الهضمي ليس مجرد موضة عابرة. إنه أمر أساسي.
بصفتي أخصائي أعشاب، غالبًا ما أعتبر الأمعاء أكثر من مجرد نظام جسدي—بل هي نظام حسي، مرتبط بعمق بما نشعر به. الجهاز العصبي المعوي، الذي يُطلق عليه أحيانًا "الدماغ الثاني"، يوجد في الأمعاء ويتواصل باستمرار مع الدماغ في الرأس.1 تُعرف هذه العلاقة بمحور الأمعاء والدماغ، وهي تساعد في تفسير سبب تحول التوتر العاطفي بسرعة إلى اضطراب في الجهاز الهضمي.2 هل شعرت يومًا بدورة في المعدة قبل إلقاء عرض تقديمي؟ أو شعور بالشد أو الضيق في معدتك بعد محادثة صعبة؟ هذه أمثلة يومية على مدى الترابط العميق بين التوتر والهضم.
وهنا يبرز دور الأعشاب، وخاصة تلك التي تدعم الجهاز العصبي والهضمي معًا. في طب الأعشاب، نلجأ كثيرًا إلى النباتات المعروفة باسم "المهدئات العصبية" (Nervines)، والتي تساعد على استعادة التوازن وتخفيف التوتر.3 وعندما تمتلك هذه الأعشاب أيضًا خصائص طاردة للغازات أو مضادة للتشنج—أي أنها تدعم الهضم من خلال تهدئة التوتر والتقلصات الخفيفة مع تخفيف الانتفاخ والانزعاج—4 فإنها تصبح حليفًا قويًا لصحة الجسم بالكامل.
في هذه المقالة، سأشارك خمسًا من أعشابي المفضلة التي تقوم بهذا الدور تحديدًا—تهدئة العقل وتخفيف مشكلات الهضم في الوقت نفسه. ولكن أولًا، دعونا نتحدث قليلًا عن المهدئات العصبية (Nervines).
المهدئات العصبية هي أعشاب تدعم الجهاز العصبي بطرق لطيفة وطبيعية.3 قد تساعد في تعزيز الشعور بالهدوء، ودعم الاسترخاء، وتخفيف الأعراض المصاحبة للتوتر العرضي، مثل التوتر الذهني، وتشنج العضلات، أو تسارع التفكير.
تأتي المهدئات العصبية في أشكال متعددة. بعضها مهدئ بشكل خفيف، والبعض الآخر يمنح استرخاءً عميقًا، وهناك القليل منها له تأثيرات منعشة ومحفزة للمزاج. وغالبًا ما تُستخدم هذه الأعشاب لدعم النوم المريح، والمساعدة في تهدئة الأفكار المقلقة العرضية، أو تخفيف التوتر الذي قد يستقر في كل من العقل والجسم.5
بعض المهدئات العصبية مفيدة للغاية أيضًا في دعم صحة الجهاز الهضمي.6 وذلك لأن الجهازين العصبي والهضمي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وعندما يختل توازن أحدهما، يتأثر الآخر غالبًا.7 ويمكننا الاستفادة من هذا الترابط من خلال اختيار أعشاب تؤثر في كلا الجهازين في الوقت نفسه.8
إليك خمس أعشاب أوصي بها كثيرًا عندما يكون كل من التوتر والهضم بحاجة إلى بعض العناية:
النعناع يُعدّ من الأعشاب القوية في دعم الهضم. يتميّز النعناع بتأثيره المُبرّد والمنعش، كما أنه غني بالزيوت العطرية الأساسية9 التي يمكن أن تساعد في إرخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي10، مما يخفف من الغازات العرضية، والانتفاخ، والغثيان. النعناع يقدم فوائد مهدئة خفيفة بسبب تأثيره المحفز على الجهاز العصبي.11 يكون مفيدًا بشكل خاص بعد وجبة ثقيلة أو عندما يبدو أن التوتر يتركز في المعدة.12
البابونج كلاسيكي لسبب وجيه. معظم الناس يربطونه بالاسترخاء، وهم ليسوا مخطئين. هذه الزهرة الصغيرة لكنها قوية التأثير تُعد من أكثر الأعشاب المهدئة استخدامًا على الإطلاق.13 إنها لطيفة بما يكفي لتُستخدم مع الأطفال14، وداعمة بدرجة كافية للبالغين، خصوصًا أولئك الذين يعانون من "معدة عصبية".15
في طب الأعشاب، يُعرف البابونج بقدرته على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف التوتر ودعم النوم الصحي.16 وهو مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يظهر توترهم في منطقة البطن، فيشعرون بأعراض مثل الارتباك، أو التقلصات، أو اضطرابات الهضم أثناء الأوقات العاطفية. دائمًا ما أتذكر المشهد في قصة "بيتر رابيت" عندما أعطت والدة بيتر له شاي البابونج بعد يوم مرهق بشكل خاص – إنه علاج خالد.17
غالبًا ما يرتبط اللافندر برائحته الجميلة، ولكنه أكثر بكثير من مجرد عطر جميل. يتمتع اللافندر بتاريخ طويل من الاستخدام في الأنظمة العشبية التقليدية لدعم الجهاز العصبي وتقليل الأعراض العرضية المرتبطة بالتوتر.18 في السنوات الأخيرة، تمت دراسة آثاره لقدرته على دعم المزاج والتوازن العاطفي.19
تتمتع زيوت اللافندر الأساسية أيضًا بخصائص طاردة للريح، حيث تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الغازات والانتفاخ العرضي.20 إنه عشب مريح للغاية يمكنه دعم العقل والأمعاء في لحظات الإرهاق.21
بلسم الليمون ممتع في زراعته، وأكثر متعة في استخدامه. يُعد بلسم الليمون من عائلة النعناع، وتتميز رائحته الزاهية والليمونية بتأثير مهدئ شبه فوري.22 إنه أحد الأعشاب المفضلة لدي لدعم الحالة المزاجية وتعزيز الاسترخاء،23 ورفع الروح المعنوية بلطف.24
تقليديًا، تم استخدام بلسم الليمون أيضًا لتهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف التوتر العصبي الذي يظهر في منطقة البطن. إنه مفيد للتخلص من للقلق العرضي والأرق والشعور بـ"تشنج المعدة" الذي مررنا به جميعًا في وقت ما.25
معلومة ممتعة: الاسم اللاتيني له "ميليسا" يعني "نحلة العسل" باللغة اليونانية - هذا النبات محبوب من قبل الملقحات وعلماء الأعشاب على حد سواء.26
عشبة القبعة تُعد واحدة من أكثر الأعشاب المهدئةً في الطب الغربي.27 وهي أيضًا من عائلة النعناع، وغالبًا ما تُستخدم لدعم الجهاز العصبي في أوقات التوتر الشديد أو عندما يشعر الجسم بأنه عالق في وضع "القتال أو الهروب".28
إن ما يجعل عشبة القبعة مميزة للغاية هو قدرتها على إرخاء العقل والجسم معًا. يستخدمها الأخصائيون في طب الأعشاب للمساعدة في حالات القلق العرضية، وتوتر العضلات، واضطرابات النوم.29 كما أنها تدعم الجهاز العصبي اللاودي—وهو الجزء المسؤول عن "الراحة والهضم" في أجسامنا، مما يجعلها عشبًة ممتازًة لتنظيم محورالأمعاء– الدماغ30 وإعادة الجسم إلى حالة من الهدوء والتوازن.
واحدة من أبسط الطرق وأكثرها متعة لتناول الأعشاب المهدئة هي على شكل شاي . إن طقوس إعداد الشاي - غلي الماء، ونقع الأعشاب، وأخذ لحظة للتأمل—يمكن أن تكون شفاءً في حد ذاتها. 31 وعندما تكون الأعشاب في كوبك مختارة لدعم كل من الهضم والعقل معًا، يصبح الشاي ممارسة يومية مغذية للغاية.
إذا كنت قد بدأت للتو في استكشاف الدعم بالأعشاب، فابدأ بما هو مألوف. توجد الأعشاب مثل النعناع والبابونج غالبًا في خزائن المطبخ أو في الأسواق المحلية، وهي نقاط بداية رائعة لمن يرغب في البدء باستخدام الأعشاب. هل تشعر بالإرهاق والانتفاخ بعد يوم طويل؟ مزيج من البابونج واللافندر قد يكون بالضبط ما تحتاج إليه.32 هل تبحث عن شيء يرفع معنوياتك ويهدئ معدتك في نفس الوقت؟ بلسم الليمون وعشبة القبعة يشكلان مزيجًا عطريًا ومهدئًا.
لا تحتاج إلى روتين معقد - فقط بضع لحظات متعمدة واختيار الأعشاب المناسبة يمكن أن يحدث فرقًا ملموسًا.
العلاج بالأعشاب هو فن وعلم في نفس الوقت. في حين أننا بدأنا للتو في فهم التعقيد الكامل للعلاقة بين الأمعاء والدماغ، فقد عرف خبراء الأعشاب منذ فترة طويلة أن تهدئة البطن غالبًا ما تلطف العقل - والعكس صحيح. هذه الأعشاب التي ذكرتها موثوقة الاستخدام عبر الزمن وتدعم بشكل عميق الأنظمة المتصلة في أجسامنا والتي تساعدنا على مدار اليوم.
أشجعك على التعامل مع هذه الأعشاب بفضول واهتمام وعناية. قد يبدو فنجان الشاي أمرًا بسيطًا، لكن في هذه البساطة تذكير قوي: يمكننا دعم أجسامنا ليس بتجاهل إشاراتها، بل بالاستماع إليها - والاستجابة لها - بلطف.
كما هو الحال دائمًا، من المهم استشارة ممارس الرعاية الصحية الخاص بك قبل إضافة أعشاب جديدة إلى روتينك، خاصة إذا كنتِ حاملًا أو مرضعة أو تتناولين أدوية.
هذه المقالة للأغراض التعليمية فقط ولا تهدف إلى تشخيص أي مرض أو علاجه أو الوقاية منه. احرص دائمًا على استشارة مقدم الرعاية الصحية المؤهل قبل إجراء أي تغييرات على روتينك الصحي.
المراجع:
إخلاء مسؤولية:لا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أولا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذا المركز الصحي هو لأغراض إعلامية فقط. يرجى استشارة طبيب أو أي متخصص آخر في الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو صحي أو خيارات علاجية. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذا المركز الصحي بديلاً عن المشورة من متخصص في الرعاية الصحية. الادعاءات الواردة حول منتجات معينة في هذا المركز الصحي غير معتمدة لتشخيص أو علاج أو شفاء أو منع الأمراض.
